-
اتبعني
تابعني على تويتر
-
التدوينات RSS
اشترك في خدمة RSS
-
فيس بوك
انضم للمعجبين في FACEBOOK
Pages
اين انت .... » الرئيسية »
موضوعات ومقالات
» هات وندك
هات وندك
الثلاثاء، 25 يناير 2011
التسميات:
موضوعات ومقالات
أحذّركم الدنيا فإنها منزل قُلعة ، وليست بدار نُجْعة ، هانت على ربّها فخلط خيرها بشرها ، وحلوها بمرها ، لم يضعها لأوليائه ، ولا يضن بها على أعدائه ، وهي دار ممر لا دار مستقر ، والناس فيها رجلان : رجل باع نفسه فأوبقها ، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها ، إن اعذوذب منها جانبٌ فحلا ، أمّر منها جانب فأوبى. أولها عناء ، وآخرها فناء ، مَن استغنى فيها فُتِن ، ومَن افتقر فيها حزن ، من ساعاها فاتته ، ومن قعد عنها أتته ، ومَن أبصر فيها بصّرته ، ومَن أبصر إليها أعمته ، فالإنسان فيها غرض المنايا ، مع كل جرعة شَرَق ، ومع كل أكلة غُصص ، لا تُنال منها نعمة إلا بفراق أخرى بفراق أخرى
سمعت أخر خبر؟...
لا مسمعتش، خير ؟...
-إيه ده، معقوله متعرفش؟!..ده أنت مش عايش فى الدنيا..طيب أسمع يا سيدى... لحظه من فضلكم...
الحوار السابق ليس موجه منىّ إليكم..إنه ببساطه مجرد عرض لسمه من أهم سمات العصر،
ألا و هى الإثاره..
إن هذا الأسلوب فى الحديث يعتبر واحد من أشهر ، إن لم يكن هو أشهر أساليب أحاديث الإثاره،
و التى تعتبر الأن أحد المحاور الهامه فى حياتنا اليوميه..
إن هذه الصيغه، و بعض الصيغ الأخرى المشابهه لها فى المعنى ، و إن إختلفت بعض كلماتها،
أصبحت تملئ مجالسنا و أحاديثنا، سواء أحاديثنا مع الأهل و الأقارب أو مع الأصدقاء فى المدارس
و الجامعات أو حتى زملاء العمل... لا يخلوا مكان من شخص ما يجلس ليقص على الأخرين خبر ما
بهذه الصيغه...و الأخرين يصغون إليه فى أهتمام و ترقب .. جو من الفضول يعم المكان..لحظات من
الترقب و الصمت..
و أخيراً ينطلق لسان المتحدث، مزيحاً الستار عن ما يعرف من الأسرار..
و أنتهت الإثاره..
بل و العجيب أنه فى معظم الأحيان يسود جو من الإحباط بعد سماع الأخبار، وذلك ببساطه يكون
نتيجه لتفاهه الخبر أو لوضوح الكذب فيه، فيشعر المستمع بنوع من الإحباط لسابق إنتظاره،
فقد كان يتوقع أن يلقى المتحدث قنبله ذات دوى و إنفجار، فإذا بها أقل صخب من سقوط كوب فارغ..
و السبب معروف..
معظم هذه الأخبار التى نعتقد بأنها أسرار لا يعلمها أحد سوانا، و نشعر كما لو كانت إكتشافات
رهيبه، و نسعى و نحن نتحدث عنها أن نضفى عليها صبغه الأهميه...يكون معظمها متداول عبر
الصحف و المجلات و المحطات التلفزيونيه و شبكه الإنترنت...إلخ..ولكن مع علمنا بكل هذا..
لازلنا نعتقد بأن لدينا الخبر اليقين ، و الذى لا يعرفه سوانا، فتكون بالتالى خيبه الأمل لدى المستمع،
و الذى لا يجد أى جديد غير ما يعرفه هو.
و لكن العجيب فى الأمر أن المتلقى للخبر يحاول أحياناً أن يغطى على شعوره هذا، فيردد عبارات
مثل.. يااااه.. معقول..قول كلام غير ده.....!
و فى الغالب لا تنجح لهجته فى إخفاء ما يعتمل فى نفسه من حنق على المتحدث.
و فى بعض الأحيان يلاحظ المتحدث هذه اللهجه ، فيشعر بنوع من الإرتباك، و يبدأ فى مرحله جديده...
إختراع الخبر...
فحتى يغطى على أى شعور بالحرج قد ينتابه، يبدأ فى الإضافه للخبر..!
معلومه جديده من بنات أفكاره كى تضفى الإثاره على الخبر..و دائماً ما تكون بنات أفكاره هذه قبيحه ،
دميمه..فتجد أن هذه الإضافات ترتبط دائماً بنوع من الفضائح..سواء إن كانت فى النواحى الأخلاقيه، أو
فى الذمه الماليه ، أو حتى ما يتعلق بالشرف و أعراض الناس..
يختلقها هكذا بمنتهى البساطه لكى يشعر بلحظه من التفوق الزائف، دون أن يهتم أو يفكر و لو للحظه فى
عاقبه ما يقول، أو فى الإنسان الذى يمسه هذا الكلام.
ثم يتمادى فى غيه، و لا يكتفى بالكذب الذى صاغه، بل يشرع فى التأكيد على مصداقيه الخبر، فيقول أنه
رأى بعينيه أو سمع بأذنيه هذا.
ثم يصل إلى المرحله القصوى من الإفتراء و التلفيق..فيحلف..
يقسم بالله العظيم ..!، و إنى و إن كنت لا أتصور هذا الأمر من البدايه.. إلا أن هذه النقطه شئ أخر..أى
جرأه هذه؟!..أى أحمق هذا الذى تحدثه نفسه حين يكذب ، بأن يقسم بالله و هو يعلم علم اليقين أنه يكذب..؟!
أن الإنسان إذا ما إكتسب صديق قلنا قد وجد كنز، و إذا إكتسب عدو خشينا عليه..فكيف بمن يتجرأ و يستدعى
غضب الله عليه..؟!..
كيف وصلنا إلى هذه المرحله..؟!..لم يعد لدينا حرمه لشئ، لا لشرف، و لا لعرض، ولا لإى شئ..!
نسينا قول الرسول صلى الله عليه و سلم..(كل المسلم على المسلم حرام ، دمه، و ماله، و عرضه).
و إنطلقت ألسنتنا تلوك الكذب و تستصيغ مذاقه القذر، الذى شبهه الرحمن فى كتابه العزيز (أيحب أحدكم أن
يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).
أصبحت الغيبه أمر معتاد فى حياتنا اليوميه..فقط لإضفاء بعض الإثاره و الصخب على هذه المجالس اللعينه.
نعم أقولها هى جلسات لعينه، بل أكثر من ذلك هى جلسات شيطانيه، تلك التى نتناول فيها بكل بساطه سير
أشخاص أخرين لا ذنب لهم إلا إننا نريد بعض الإثاره..
و السؤال الأن لكل من يهوى الحديث بهذه الطريقه الرخيصه..ماذا ربحت منه؟..
هل ربحت ود و محبه الناس؟..أبداً..بل إنك دون أن تدرى جعلت بينك و بينهم جدار عازل من الخوف و القلق.
فمن منهم يمكن أن يفضى إليك بأسراره و يأتمنك عليها؟..كيف هذا و قد رأوا ماذا تصنع بأخبار الأخرين فى غيابهم؟!..
هل علمت الأن كيف ينظرون إليك؟..
إنها نظرات قلق و عدم ثقه فى شخصك.
هل هذا إذاً ما تبحث عنه؟!..
الشهره..ولكن أى شهره...يالها من شهره قذره تلك التى يعرف بها إنسان على أنه أفضل من يفشى أسرار الناس،
و يخوض فى أعراضهم، و يسخر منهم فى غيابهم. هنيئاً لك إذاً أيها ال.... الشهير.
أما لمن يسمعون لمثل هذه الأحاديث و يهون مجالس الغيبه و البهتان..أود أن أقول لكم و على طريقتكم المفضله..
سمعتم أخر خبر؟..حسناً تعالوا أخبركم...
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لما عرج بى مررت بأقوام لهم أظافر من نحاس يخمشون وجوههم و صدورهم،
فقلت ..من هؤلاء يا جبريل؟ قال..هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس و يقعون فى أعراضهم) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و أحب أن أقول لكم أن من يقص عليكم قصص الأخرين و أخبارهم ، غداً يقص على أناس غيركم قصصكم و أخباركم.
و الأن أقول لكم ما بدأت به حديثى..حقاً..أنتم مش عايشين ف الدنيا..
2 التعليقات:
موضوع جميل جدا يامايا بالتوافيق
فعلا موضوع رائع
إرسال تعليق