أن العلم إذا دخل من الباب , قفزت الخرافات هاربة من النوافذ
--------
لكن المأساة قد تصل إلى ذروتها عندما نعرف أن نسبة لا بأس بها من
العلماء المتخصصين في معاهد البحوث والجامعات يعتقدون فيما يعتقد
فيه عامة الناس , وكأنما هم نبذوا معادلاتهم ونظرياتهم وقوانينهم , وتركوها
وراءهم في معاملهم
-------
إن محصلة هذا الانحراف الفكري عن شرائع الله في كونه العظيم ,
يعني انحرافا في توجيه عقول الناس عامة , والشباب خاصة , وجهة لا
عقلانية , فبدلا من أن يسلكوا طريق العقل والصواب , نراهم يعيشون في
عالم التصورات الرديئة , والأوهام المريضة , وبدلا من ترشيدهم وإرشادهم
للبحث عن الحقيقة , تكفيهم هذه الخزعبلات السقيمة.
Pages
اين انت .... » الرئيسية »
موضوعات ومقالات
» كتاب الانسان الحائر بين العلم والخرافة
كتاب الانسان الحائر بين العلم والخرافة
الخميس، 20 يناير 2011
التسميات:
موضوعات ومقالات
مقتطفات من كتاب الانسان الحائر بين العلم والخرافة للكاتب عبد المحسن صالح
صحيح أن الإنسان كفرد يولد
وينمو ويتعلم ويتزوج ويهرم ثم يموت , لكن المجتمعات
لا تندثر ولا تموت , فهي دائما تجدد نفسها عن
طريق التناسل والتكاثر , ومن هذا التجدد تأتي
أجيال من وراء أجيال , وبذلك ينتشر النوع , ويشتد
عوده في الزمان والمكان.
---------------
لكل عصر خرافاته... ولكل بيئة أساطيرها
---------
إن الراسخين في العلم يدركون تماما أن كل شيء في الأرض وفي
السماء يسير على هدي شرائع لا استثناءات فيها ولا فوضى , ولو حدث
الاستثناء , لفسد كل ما في الأرض والسماء
---------
إذا بزغ نور العقل ,ولى زمن المعجزات!
------------------
فالثقة والاعتقاد القائم بين المريض وطبيبه , وبين المريض ووليه
أيا كانت هويته من الأسباب الدافعة للشفاء من بعض الاضطرابات النفسية
التي قد تنعكس على أمراض وظيفية أو غير عضوية , مثل الصداع وبعض
أمراض الشلل المؤقت , والطفح الجلدي , والمغص والقرح وضيق التنفس
واختلال الدورة الشهرية , والاكتئاب وبعض حالات ارتفاع ضغط الدم وما
شابه ذلك
----------------
فميكروب السل مثلا لا
تنفع معه الصلوات ولا الدعوات ولا الأحجبة , ولا هي أيضا تزيل الحصوات ,
ولا تستأصل السرطان , ولا تفيد في تليف الكبد , ولا تقدم ولا تؤخر في
شلل الأطفال... الخ...الخ , ومن هنا وجب على كل ذي عقل رزين أن يتبع
حديث الرسول الكر { »عباد الله تداووا , فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا
وضع له دواء , إلا الهرم «... أي فيما عدا الشيخوخة , فليس لها من دواء ,
وهذا ما نعرفه حق المعرفة.
--------------
إن معظم المعتقدات الغريبة والدارجة التي نشهدها اليوم في بعض
طرق العلاج البدائية يرجع تاريخها إلى الأفكار التي راودت عقل الإنسان
القد { الذي عاش قبلنا بآلاف السنين... ولقد اعتقد أن ما يصيب الإنسان
من أضرار وأمراض قد يكون نتيجة لعين حاسدة , أو أرواح خبيثة , أو مس
من الجن , أو انتقام من الآلهة بسبب ذنوب وأعمال ظالمة , أو اختلال في
طالع النجوم , أو عدم توافق في أفلاك البروج , أو من عمل سحري ضار
أو أي قوى خفية أخرى كانت لها في خياله مفاهيم شتى... والغريب أن هذه
الاعتقادات القد يمة لا تزال تعشش حتى الآن في عقول كثير من الناس...
ليس فقط في أوطاننا العربية , ولكننالمسناها في الشرق والغرب أيضاً
-----------
إن جن القرآن غير جن الإنسان , ونعني بذلك أن
الجن الذي يزعمون تحضيره وتسخيره , وإحضار الشيء من لا شيء , كل
هذا إ نما هو شعوذة حقيقية ترتكب باسم الدين , والدين منها بريء... فهو
دين العقل والحكمة والموعظة الحسنة , لا دين هؤلاء المشعوذين الذين
يضحكون به على عباد الله الطيبين!
-------------
بعد أن حصلت المرأة على حقوقها
كفرد عامل وفعال في مجتمعاتنا الحديثة , زال الدافع لإقامة الزار من الاساس
لانه كان يرجع في الاصل إلى عوامل نفسية كالاكتئاب والعصبية وبعض اضطرابات عاطفية
وأمراض عقلية ليست خطيرة , وذلك كان يرجع إلى كبت المراة في البيت وعدم
المشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي قد تنفس عنها بعض معاناتها , ومن
هنا لجأت النساء إلى الادعاء بأمراض قد تكون وهمية , وقد تكون حقيقية ,
علها تحظى بنشاط فيه من الحركات والظواهر الغريبة ما يفرج كربها ,
ويفرغ شحناتها المكبوتة , وهي التي أفرغتها مشاركتها في الأنشطة الحالية
أو العصرية
--------------
أن الإبر الصينية لا تستخدم في العلاج كما يشاع ,
ولكنها وسيلة من وسائل التغلب على الألم الذي يصاحب المرض... أي أنها
تخدير مؤقت , لا علاج ناجع , ومن هنا وجب التنويه والتحذير من هذا
الخطأ الشائع , حتى لا يجري المرضى وراء سراب خادع.
----------
ويعتقدحكماء الصين أن الكون يسير على هدي قوتين هما: الين Yin و يانج .Yang
في هذا الاعتقاد الأسطوري تمثل العنصر الأنثوي " الين " , وتتميز
بصفات سالبة , في حين أن »يانج « يمثل العنصر الذكري , وذو صفات موجبة ,
وهاتان القوتان الكونيتان تمتزجان بطريقة أو بأخرى في كل من الذكر
والأنثى , ويسريان خلال 12 قناة أو برجا , ومن كل قناة يتفرع 30 فرعا ,
ولهذا تصور الصينيون القدماء وجود 360 فرعا أو نقطة في كل أجزاء
الجسم البشري , وكل نقطة منها صالحة لغرس الإبر , فإذا غرست , فإنها
تساعد على حد زعمهم على إعادة التوازن بين اليين واليانج , أي بين
القوة السالبة والموجبة , وهم يعتقدون أيضا أن كل الأمراض التي تحل
بالجسم ترجع إلى اختلال الموازين بين اليين واليانج , ثم إنه لا يهم أن توضع
الإبر في الموقع الذي حل به المرض , لأن كل القنوات أو الفروع تؤدي إلى
بعضها البعض , ومن شأن هذه الإبر أن تصلح الخلل!
-------------
أتحسب أنك جرم صغير ...وفيك انطوى العالم الأكبر "محيي الدين بن عربي "
-----------
إن فكرة الإبر الصينية قد نشأت عن قصة قد يمة
تذكر أن جنديا صينيا كان يعيش هناك منذ ثلاثة آلاف عام , ثم أصيب
بسهم استقر في جسده , فلاحظ أن دخول السهم في منطقة , قد أحدث ما
يشبه التخدير أو فقدان الحس في منطقة أخرى!
وبعد سنين طويلة يجيء أحد الحكماء , ويستمع إلى هذه القصة الغريبة ,
ويحاول أن يأخذها مأخذ التجربة , فيجربها بالإبر لا بالسهام , ويقال إن
الفكرة اشتغلت , ثم تطورت وأصبحت وسيلة من وسائل »العلاج « التي انتقلت
عبر أجيال طويلة , حتى وصلت إلينا بهذه الصورة
------------
ما نريد أن نصل إليه أن ما يتردد بين الناس عن معجزات الإبر الصينية
وسحرها , ثم قولهم بعجز العلماء عن فهم هذا اللغز وتقييمه , ليس له ما
يبرره... فحقيقة هذه الإبر أنها لا تستخدم على الإطلاق كطريقة من طرق
العلاج , بل هي تنفع في تخفيف بعض الآلام عند بعض الناس , وقد يتأتى
ذلك من الاعتقاد في جدواها , أو بالإيحاء وما شابه ذلك.
-------------
فالتنويم ظاهرة معترف
بها علميا , وأحيانا ما تستخدم في المجالات الطبية والنفسية , لكنها مع
ذلك لا تلاقي ترحيبا في الأوساط العلمية , لأن هذا المجال قد انتقل من
دائرة البحث العلمي إلى المسارح , وشاع في أوساط الدجالين والمشعوذين ,
وهو ما أسموه بالتنويم المغناطيسي , مع أنه لا ينتمي للمغناطيسية من
قريب أو بعيد , بل جاءت التسمية هكذا نتيجة لزعم خرافي خاطئ , بل إن
التنويم نوع من الإيحاء والسيطرة على الوعي الإنساني تحت ظروف خاصة ,
لكن البعض اتخذه وسيلة لقراءة الغيب , وشفاء الأمراض , والكشف عن
المسروقات... إلى آخر هذه الادعاءات التي لا تجوز إلا على أصحاب العقول
الضعيفة!
----------------------
ما نود أن نرمي إليه هنا أن منهج البحث العلمي الذي نمارسه في
معاملنا وجامعاتنا يحتم علينا أن نتحرى الدقة في كل ما يقال , خاصة إذا
كان خارجا عن نطاق العقل
---------
الحكايات التي يرددها الناس عن معجزات الآخرين كثيرة جدا , لكن
أحدا لم يكلف نفسه ولو مرة واحدة , بتحري الحقيقة , ولو فعل بشيء من
ذكاء , لعرف مواطن الخداع!
---------
العلم أشبه بالدين , فأحيانا ما ترتكب الموبقات والخطايا باسم
الدين , أو تحت ستار الدين , وعلى أيدي أدعياء الدين... وقد ينحشر أيضا
في زمرة أهل العلم من ليسوا منهم , وباسم العلم قد يمتهنون محراب العلم ,
ويدنسون مقدساته , ثم يأتي بعض الكتاب والصحافيين ويضفون على هؤلاء
المخادعين صفة كبار العلماء برغم أنهم أدعياء علم ليس إلا!
--------
يبدو أن بعض العقول البشرية سوف تبقى على
طفولتها , مهما تقدم بها العمر , أو تطور العصر...
مثلها في ذلك كمثل المجتمعات البدائية التي لا
تزال تؤمن بالسحر والشعوذة والأشباح والأرواح
وما شابه ذلك , لكن مع اختلاف جوهري , فهذه
العقول تحاول أن تزاوج في أفكارها بين العلم
والخرافة , فتبدو الخرافة للرجل العادي أو حتى
المتعلم وكأنما هي علم يقوم على أساس , أو كأنما
نواميس هذا الكون الراسخة تسيرها الأساطير
والخزعبلات , وتتحكم فيها قوى يقف العلم على
حد زعمهم أمامها عاجزا , وما هو بعاجز , لكن
العجز هو الذي يسيطر على بعض العقول!
--------
على حسب
إحصائيات ملفات إدارة حرس السواحل فإن مثلث برمودا يعتبر من أكثر
المناطق في العالم حركة وازدحاما , إذ ينطلق على سطح مياهه أكثر من 150
ألف سفينة من كل الأنواع والأحجام , وأنها أي الإدارة تتقبل من إشارات
الاستغاثة سنويا حوالي عشرة آلاف استغاثة , ومع ذلك فإن هذا العدد
الضئيل للغاية من السفن التي تغرق سنويا في هذه المنطقة (ما بين 4 - 6
على حسب آخر إحصاء) , يشير إلى عدم وجود قوى خفية مزعومة تخطف
السفن , وتستولي على المتاع , وتسبي الناس!
--------
1 التعليقات:
كتاب متميز مشكورين
إرسال تعليق